سورة الزمر - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزمر)


        


قوله تعالى: {قل يا قوم اعملوا} ذكر بعض المفسرين أنها والآية التي تليها نُسخت بآية السيف.
قوله تعالى: {إِنّا أَنْزَلْنا عليكَ الكتابَ} يعني القرآن {للناس} أي: لجميع الخَلْقِ {بالحَقِّ} ليس فيه باطل. وتمام الآية مفسَّر في آخر [يونس: 108]، وذكروا أنه منسوخ بآية السيف.


قوله تعالى: {اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتها} أي: يَقْبِضُ الأرواحَ حين موت أجسادها {والَّتي لَمْ تَمُتْ} أي: ويتوفَّى التي لَمْ تَمُتْ {في منامها}.
{فيُمْسِكُ} أي: عن الجسد والنفس {التي قضى عليها الموت} وقرأ حمزة، والكسائي: {قُضِيَ} بضم القاف وفتح الياء، {الموتُ} بالرفع.
{ويُرْسِلُ الأُخرى} إِلى الجسد {إٍلى أَجَلٍ مُسَمّىً} وهو انقضاءُ العُمُر {إنَّ في ذلك لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرونَ} في أمر البعث، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: تلتقي أرواح الأحياء وأرواحُ الأموات في المنام، فيتعارفون ويتساءلون، ثم تُرَدُّ أرواحُ الأَحياءِ إلى أجسادها، فلا يُخطأُ بشيء منها، فذلك قوله: {إِن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} وقال ابن عباس في رواية أخرى: في ابنِ آدم نَفْسٌ وروحٌ، فبالنَّفس العقلُ والتمييزُ، وبالرُّوح النَّفَس والتحريك، فإذا نام العبدُ، قَبَضَ اللهُ نَفْسَه ولم يَقْبِض روحه وقال ابن جريج: في الإِنسان روح ونَفْسٌ، بينهما حاجز، فهو تعالى يَقْبِضُ النَّفْسَ عند النَّوم يَرُدُّها إِلى الجسد عند الانتباه، فإذا أراد إِماتةَ العبد في نومه، لم يَرُدَّ النَّفْسَ وقَبَض الرُّوح.
وقد اختلف العلماء، هل بين النَّفْس والرُّوح فَرْقٌ؟ على قولين قد ذكرتُهما في الوجوه والنظائر، وزدتُ هذه الآية شرحاً في باب التوفّي في كتاب النظائر، وذهب بعض العلماء إِلى أَن التوفيّ المذكور في حق النّائم هو نَوْمُه، وهذا اختيار الفراء وابن الأنباري؛ فعلى هذا، يكون معنى توفّي النائم: قبضُ نَفْسِه عن التصرُّف، وإِرسالُها: إِطلاقُها باليَقَظَة للتصرُّف.


قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذوا} يعني كُفَّارَ مكَّةَ.
وفي المراد بالشُّفعاءِ قولان:
أحدهما: أنَّها الأصنام، زعموا أنها تشفع لهم في حاجاتهم، قاله الأكثرون.
والثاني: الملائكة، قاله مقاتل.
{قُلْ أولَو كانوا لا يَمْلِكونَ شيئاً} من الشفاعة {ولا يَعْقِلونَ} أنَّكم تعبُدونهم؟! وجواب هذا الاستفهام محذوف، تقديره: أوَلَو كانوا بهذه الصفة تتخذونهم.
{قُلْ لله الشَّفاعةُ جميعاً} أي: لا يَمْلِكُها أَحَدٌ إِلاّ بتمليكه، ولا يشفع عنده أَحَدٌ إلاّ بإذنه.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9